-A +A
«عكاظ» (الرياض)
okaz_online@

أثبتت السعودية خلال الأعوام الماضية أنها الدولة الوحيدة المتمسكة بمواقفها وسط الأحداث المتغيرة في منطقة الشرق الأوسط، إذ تغيرت قناعات دول عديدة تجاه القضايا العالقة، وفي مقدمتها الأزمات في سورية واليمن والعراق التي استباح ملالي طهران أراضيها بتدخلاتهم السافرة، وسعوا إلى زرع الفتنة الطائفية واستثمارها لزعزعة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، لتبقى السياسة السعودية ثابتة لم تتغير، برؤية سياسية ثاقبة، وتوجه عادل ومناصر للشعوب المستضعفة، يضاف إلى ذلك حربها الشرسة على الإرهاب، ودحرها للمتطرفين، فأصبح للمملكة ثقل دولي ورأي مؤثر وقوي، لتكون بذلك اللاعب الرئيسي الأول في جميع قضايا المنطقة.


لا مستقبل للأسد

سعت المملكة ولا زالت إلى إيجاد الحلول المنطقية للأزمة السورية، وانطلقت سياستها من التأكيد على أن لا وجود للأسد في مستقبل سورية بعد أن قتل مئات الآلاف من شعبه الأعزل، مستخدما كل أدوات القمع، بما فيها السلاح الكيماوي والبراميل المتفجرة، والطائرات الحربية، والاغتيالات الممنهجة. ولأن المملكة تدرك خطورة استمراره على رأس الحكم أعلنت موقفها الواضح بضرورة تنحيه وترك المجال للشعب السوري لاختيار من يقوده في مرحلة البناء بعد الدمار الذي خلفته الحرب الهمجية التي يقودها نظامه.

عزل النظام الإيراني

ورغم أن معظم دول العالم تدرك خطورة النظام الإيراني، ونظرته التوسعية الطائفية، واستخدامه لأذرعه الإرهابية، إلا أنها لم تسجل ذات الموقف السعودي المنادي بضرورة وقف تدخلاته التي زعزعت عدة دول وتسببت في مقتل مئات الآلاف من الأبرياء في سورية واليمن والعراق. وحاولت السعودية على مدى أعوام إقناع إيران بضرورة التخلي عن طائفيتها ونشرها للإرهاب والفوضى والتدخل في شؤون الدول، إلا أن كل تلك المحاولات وصلت لطريق مسدود، إذ ردت إيران بالاعتداء على السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد، وهو ما غيّر مسار التعامل مع طهران، وأجبر السعودية على عزلها دوليا وبدء حملة ناجحة لتقليم أظافرها.

دعم الشرعية

قادت المملكة تحالفا في اليمن بناء على طلب الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، بعد انقلاب الحوثيين وصالح على السلطة، وقتلهم لليمنيين وانتهاكهم للمحرمات والتمرد على القرارات الدولية. ورفض الحوثيين الانصياع لأي مبادرات أو حلول سياسية، فجاء الرد مزلزلا من خلال عمل عسكري دمر قدراتهم العسكرية، ومقارهم الانقلابية، وتتبعهم في الجبال والأودية، وقضى على أبرز قادتهم، وما زالت الجهود مستمرة لتطهير كامل الأراضي اليمنية من شرورهم. وقرار المملكة المناسب للتدخل في اليمن جاء تقديرا للحكومة الشرعية ومظلوميتها، ولخطورة ما كانت تخطط له إيران باستغلال الأراضي اليمنية لضرب استقرار المملكة ودول الخليج.

قناعة أمريكية

ولأن اختيار الحليف يعتمد على ثبات المواقف تجاه القضايا المصيرية والمصداقية واحترام القوانين والأنظمة الدولية، جاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بأن تكون السعودية أول محطة لزياراته الخارجية، فاعتبرها شريكا أساسيا في مواجهة الإرهاب بكل أشكاله، ورأى أن الرياض هي المكان المناسب لعقد قمم عديدة تناقش أمن المنطقة واستقرارها، موجها مبطنة للعالم، مفادها أن المملكة كانت وما زالت وستبقى الحليف الموثوق لأمريكا.